في عام 2018 اعتقلت قوات الاحتلال العريس الشاب رامي الفاخوري، من سكان حي باب حطة بالبلدة القديمة في القدس، بعد أقل من أسبوع واحد على زفافه على الشابة المقدسية إيمان أبو صبيح، ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح.
قوات الاحتلال وجهت لرامي تهمة الاحتفال بزفافه على أنغام أناشيد المقاومة، وتلويح شبان خلال الاحتفال برايات خضراء.
أما إيمان، فاعتقلت لأول مرة بعد استشهاد والدها في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بعد أن قَتل اثنين من أفراد وحدة "ياسام" الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال، وأصاب ستة آخرين في القدس، عقابا لها على مقطع فيديو تتحدث فيه عن ذكرياتها مع والدها الشهيد فجر اليوم الذي نفذ فيه هجومه الفدائي، وكان مقررا في ذلك اليوم أن يسلم نفسه لسلطات الاحتلال ليمضي محكومية بالسجن الفعلي لمدة أربعة شهور.
قاتلت إيمان على عدة جبهات، فقد حاول الاحتلال اعتقالها ومحاكمتها قبيل زفافها، كما قام بإخضاعها لتحقيقٍ مكثف واحتجازها لمدة أسبوع وتوجيه تهمٍ لها بالتحريض والعنف، ومن ثم إبعادها عن القدس المحتلة ومنعها من إجراء اللقاءات والمقابلات الصحافية، ومن استخدام صفحات التواصل الاجتماعي، كما فرض عليها كفالة مالية قيمتها 2500 شيقل.
إيمان أيضًا مرابطة مقدسية، كُتب لها أن تدخل كلية الصيدلة في جامعة القدس أبو ديس، تحقيقًا لرغبة والدها الذي رأته في منامها خلال فترة أدائها لامتحانات الثانوية العامة فلم يمنعها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد عائلتها الانتقامية من النجاح والتفوق بمعدل 84% في الفرع العلمي.
قبل 5 أشهر تخرجت المقدسية ابنة الشهيد مصباح أبوصبيح من تخصص الصيدلة بتقديرِ امتياز، منفذة وصية والدها، إلا الاحتلال وضمن حملة الانتقام من عائلة أبو صبيح التي لم تنتهِ بهدم البيت وسحب التأمين الصحي واعتقال الأبناء، قرر من خلال وزارة الصحة الإسرائيلية -بإيعاز من مخابرات الاحتلال- حرمان إيمان من تقديم امتحان مزاولة مهنة الصيدلة، بحجة "ملفها الأمني".
ولا يزال أهل القدس يستذكرون مصباح وعائلته التي تواصل جهاده من بعده، فهو أسد القدس الذي سعى للشهادة وما زال مضمخًا بشرفها، تحتجز سلطات الاحتلال جثمانه، وتعتقل أبنائه وتحاصر عائلته التي تصر على المرابطة في المسجد الأقصى واستكمال رسالة الوالد المجاهد.